الخميس، 8 أبريل 2021

الدرس الأول: المعاني والمقولات في النظام التصريفي

 

المعاني والمقولات في النظام التصريفيّ أ. العمري

 اضغط هنا لتحميل الدرس في صيغة PDF

I- تذكير بالمفاهيم الأساسيّة في التصريف:

1ـ ماذا نقصد بالتصريف؟

التصريف يأتي بعد الاشتقاق فيكيّف الكلمة مع الجملة، ويجعلها جاهزة للاستخدام ضمن التركيب. انظر مثلا  الاسم (كَاتِبٌ) والفعل (رَاسَلَ) لا يكفي أن يكونا مشتقّين ليتلاءما مع الجملتين:

قرأتُ لـ (كَاتِبٍ) المشهورات . / العمّال سـوف (راسَلَ) الإدارة .

إنّنا نحتاج إلى تصريف الكلمات المشتقّة لتتلاءم مع التركيب. فنصرّف (كَاتب) إلى (الكاتبات) ونصرّف (رَاسل) إلى (يراسلون). لاحظ أنّ كاتب كلمة تامّة الاشتقاق لكنّنا أضفنا إليها من جهة التصريف ثلاثة أمور: (ال) التعريف ثمّ أنّثناها ثمّ جمعناها فصارت (الكاتبات) ولذلك يكون التصريف شديد الاتّصال بالاشتقاق وبالتركيب.

   

التصريف هو عمليّة تغيير في صيغة الكلمة بعد اكتمال استخراجها من الجذر. إنّنا نصرّف في العربيّة الاسم أو الفعل ولا نصرّف الحروف. ويكون ذلك التغيير في تصريف الاسم والفعل وفق مقولات دلاليّة تصريفيّة واعتمادا على ميزان صرفيّ [تصريفيّ]: مثال:  مكتوب  ـــــــــــــــــ الوزن[المفعولان]  ــــــــــ  الصيغة: المكتوبان

                                            سمِـــعَ   ــــــــــــــــ الوزن [لـن يفْعـَلَ]  ــــــــــ  الصيغة: لن يسْمَعَ

2ـ ما هيّ أهمّ المعاني التي تُحدثها عمليّة التصريف؟

1ـ الكلمة القابلة للتصريف وتكون تامّة الاشتقاق : اسم أو فعل مثل مكتوب، سمِع 2ـ الميزان الصرفيّ (الوزن التصريفيّ) الذي سنقيس عليه 3ـ الصيغة التصريفيّة: ما نحصل عليه من تغيير في صيغة الكلمة بعد تصريفها (المكتوبـان، لن يـَـسمـعَ) 4ـ المقولة التصريفيّة (إنّ التغيير ليس مجرّد تغيير في الصيغة بل هو تغيير في المعاني والدلالات، ومن المعاني والمقولات التي يحدثها التغيير في التصريف نجد في الاسم: العدد، الجنس، التعيين، ونجد في الفعل: الزمان، الجهة، المظهر...). نضرب لذلك مثلا:


              ـ الكلمة التي يُراد تصريفها :     (كــــاتِبٌ) تصريف الاسْمٌ      (سَمِعَ) تصريف الفِعْلٌ

              ـ الميزان الصـــــــــــــرفيّ :       الفــــاعلات                          يفْـــعَـلُ      

              ـ الصيغة التصــــــــــريفيّة :      الكــــاتبات                       يسْـمَـعُ  

              ـ أهمّ المقـولات التصريـفيّة:      العدد/التعيين/الجنس            الصيغة / الزمن/ المظهر/ الجهة/ التخاطب/ البناء


إنّ الدلالة التصريفيّة حينئذ هي حصيلة ارتباط الميزان الصرفيّ بهذه المعاني التصريفيّة (عدد+جنس+تعيين في الاسم/  الزمان+المظهر+الجهة في الفعل) وتحقٌّقهما في الصيغة التصريفيّة للاسم أو للفعل: الكاتبات / اسمَعْ.

II - دلالة المقولات التصريفيّة في الاسم:

1 ـ مقولة العدد:

العدد مقولة دلاليّة ترتبط بالاسم. وهو في اللغة العربيّة يُقسّم إلى مفرد ومثنّى وجمع. فهل تحصل الدلالة التصريفيّة في الأسماء بنفس الطريقة؟

نلاحظ أنّ وسم دلالة العدد في الاسم يتحقّق بطرق مختلفة. تأمّل الرسم البيانيّ لمختلف هذه الدلالات:




إنّ العدد مقولة دلاليّة توسم تصريفيّا. فماذا نقصد بالوسم؟ يعني الوسم وجود علامات لفظيّة تمثّل أمارة على المعنى ودليلا عليه. وعند البحث عن معنى العدد في الاسم نلاحظ أنّ الزوائد التصريفيّة هي علامات ترشدنا في فهم مقولة العدد ومدى تحقّقها في الاسم. تأمّل معي جيّدا الفرق بين أنفس ونفوس. ألا ترى معي فرقا دلاليّا بينهما؟ إنّنا عندما نقول (أنفس حائرة) نقصد دلاليّا نفوسا قليلة وعندما نقول (نفوس حائرة) نقصد نفوسا كثيرة. فهذا الفرق الدلالي نميّزه من جهة الوسم في التصريف من خلال الفرق بين الوزنين فُعول (الكثرة) وأفْعُل (القلّة). 

نلاحظ أنّ لمقولة العدد علامات تصريفيّة تختلف باختلاف نوع الصيغة التصريفيّة ويمكن حصرها في الجدول الموالي:

العدد

الدلالة عل العدد

الوسم : علامته التصريفيّة

أمثلة

المفرد

الإفراد

Ø غياب علامات المثنى والجمع هو دليل على المفرد إذ ليست هناك علامة خـاصّة بالمفرد

رجل،  كتاب،  أمّ، فضيلة، صبر

المثنّى

التثنية

كتابـ + ـــان عند الرفع

كتابـ + ـــين   عند النصب أو الجر

أبهرني الكتابان

مررت بالرجليْن/ وجدتُ الرجليْن

 

 

 

جمع التكسير

 

الجمع القليل، من 3 إلى 10

 

 

الجمع الكثير، من 3 إلى ما فوق 10

 

 

 

 

 

منتهى الجمع: جمع الجمع

جمع التكسير له أوزان تحفظ

 

أَفْعُلٌ أنفس / فِعْلَةٌ فتية / أَفْعِلَةٌ أفئدة / أَفْعَالٌ أوصاف

 

فُعْلٌٌ حمر– فُعُل صُبُر – فُعَلٌ جُدَد – فِعَلٌ قطع – فُعَلة دعاة – فَعَلة بررة– فَعْلى قتلى – فِعَلةٌ دببة– فُعّلٌ قصّر– فُعّالٌ جهّال– فِعَالٌ خصال – فُعُولٌ سدود–فُعُول سهول – فِعْلان غلمان – فُعْلان شطآن – فُعلاء أمراء – أفْعِلاء أوصياء– فعائل سوائل – فَعالي صحاري –  فًعالَى سكاري ـ فعاليّ كراسيّ ـ فعالل منابر.

مفاعيل (مزاهير) أفاعيل (أكاليل)

فواعـلُ (كواسر)   مفاعلُ (مكاتب)

أحرف، صبية، أمثلة، أحلام

 

 

 

وجوه، غزلان، كرماء، حيارى، همم

 

 

 

 

مزامير، أقاويل

الجمع السالم

الجمع مطلقا

مسلم+ ون   / مسلم+ ـين

مسلم+ـا تٌ / مسلم+ـاتٍِ

درّسني المعلمون، فهمت المعلميـن، التقيت بالمعلميـن، هنّ مسلماتٌ، التقيت بالمسلماتِ، رفقا بالمسلماتِ

  ما هو الفرق الدلاليّ إذن بين كلّ زوجين من هذه الكلمات المتشابهة؟( أحرف / حروف ـ أقوال / أقاويل)

2 ـ مقولة التعيين في الاسم:

 

ماذا نقصد بالتعيين؟  التعيين هو تحديد للاسم وللصفات بحسب التعريف أو التنكير. فأن تعيّن اسما هو أن تحدّددرجة تعريف أو تنكيره. وهذه المقولة تتحقّق في  جميع الأسماء الجامدة والمشتقّة، فجميعها يوسم بهذه المقولة. عندما نقول مثلا: 1(شعب ثائر) أو 2(الشعب الثائر) فالفارق الدلاليّ يتحدّد تصريفيّا هنا بالتنكير في المثال الأوّل والتعريف في المثال الثانيّ. والوسم يحقّقه التنوين آخر المثال الأوّل ويحقّقه حضور (ال) في المثال الثاني.

لكن، هل ترتبط مقولة التعيين فقط بهذين الطريقتين في الوسم (التنوين) و(ال)؟ وهل هناك طرق اخرى لوسم الاسم المعرّف؟ وهل تدلّ (ال) على التعريف بنفس الطريقة؟ لنجيب عن ذلك ندرس النكرة والمعرفة.

2 ـ1 ـ الاسم النكرة:

 المقصود بالاسم النكرة هو الاسم الذي لم يعيّن مرجعه فبقي اسما عامّا مطلقا في الخطاب لا نعرف على من يعود (رجل وامرأة يصعّدان الجبل/ قول معروف) وعلامة تنكيره التنوين مثل (إنسانٌ) و(كتابٌ) و(بشريٌّ).والاسم النكرَة هو الأَصْل في الأسماء وهو يدلّ على التعميم وعدم اختصاص شيء به وهو أصل والتعريف فرع له لأنّه يأتي بعده فيخصّصه.

ويعرّف النحاة النكرة بأنّه "ما شاع في جنس". والمقصود بـ(ما شاع في جنس) أي الاسم العام المطلق الذي ينطبق على كثير من الأشياء التي تشترك في نوع واحد أو جنس واحد، فالاسم النكرة (إنسانٌ) جنس عامّ شائع يدلّ على معنى يشمل الطفل والشيخ والرجل...فهو عام غير محدّد.

2 ـ 2 ـ الاسم المعرفة: 

الاسم المعرفة هو الاسم الذي يكون معروفا في ذهن المتكلّم أوالسامع وليس نكرة مجهولا فلا نجد في الاسم المعرفة تنوينا. ومن الناحية الدلاليّة تتحقّق مقولة التعيين في الاسم المعرّف من خلال وجود وسم تصريفيّ أو غيابه، فالاسم في العربيّة قد يكون معرّفا بـ(ال)  وقد يكون معرّفا بطرق أخرى مختلفة غير (ال).

والأسماء المعرفة في العربيّة هي الضمير (هو) والاسم العلم (زيد) واسم الإشارة (هذا) والاسم الموصول (الذي،مَن) والاسم المعرّف بالألف واللام (الرجل) والاسم المعرف بالإضافة رجل البيت. ففي كلّ هذه الأسماء تحقّق معنى التعريف بدون وسم بـ (ال) باستثناء كلمة (الرجل).

 المهمّ في كلّ ذلك أنّ مقولة التعيين تحقّقت بأشكال مختلفة ولا تقتصر على (ال فحسب)، فما هي الأسماء التي تتحقّق فيها مقولة التعيين؟ وبأيّ طريقة يتحقّق معنى التعريف؟

 

  أ ـ الضّمير:

الضمير هو الاسم المبهم المضمر الذي يعود على آخرِ اسم مذكور مثل (الدرس كتبتــه/يا رجلُ، أنت ضيف/ الريّان هو باب للجنّة). والضمير عند ابن هشام هو «مَا دلّ على مُتَكَلم أَو مُخَاطب أَو غَائِب» فهو نوع من الأسماء المبهمة التي تعود على ذات المتكلّم (أنا، نحن) وتعود على ذات المخاطَب الذي نكلّمه (أنتَ،أنتِ،أنتما،أنتم، أنتنّ) و تعود على ذات الغائب (هو، هي، هما، هما للمؤنث، هم، هنّ).

يعتبر ابن هشام الضمير أكثر الأسماء تعريفا فهو أوّل اسم في ترتيب الأسماء المعارف.

ويقسّم الضمير حسب الظهور إلى مستتر وبارز.

1ـ الضميرالْمُسْتَتر: هو الضمير الذي لايظهر في الجملة فيكون متخفّيا ويقع تقديره واعتبار محلّه مثل (قمØ فأنذرØ) حيث نقدّر الضمير محلّ الفاعل بضمير مستتر تقديره أنتَ دون أن يظهر لفظا. (أكتبُ، نكتبُ، تكتبُ، كتبَ، كتبتْ) ويقسّمه ابن هشام إِلَى قسمَيْنِ وَاجِب الاستتار وجائزه:

أـ المستتر وجوبا: ما لايمكن إظهاره في اللفظ مثل (وربّك فكبّر Ø) أو (ألم نشرح Ø لك صدرك).

ب ـ المستتر جَوَازًا: مَا لا يمكن إظهاره لكن يُمكن قيام الاسم الظَّاهِر مقَامه مثل الضمير الغائب المفرد المستتر بعد الفعل (يقومØ صباحا) فيجوز لَك أَن تَقول (يقومØ صباحا) ويجوز أن تظهر الضمير في شكل اسم ظاهر (يقوم زيدٌ صباحا).

2 ـ الضمير البارز: هو الضمير الذي يُذكر ويصرّح به في القول لفظا ولا يكون مستترا (وإذا مرضــت فـهو يشفيــني). ويقسّم إلى متّصل ومنفصل.       أ ـ الضمير المتّصل: هُوَ الَّذِي لَا يسْتَقلّ بِنَفسِهِ كتاء (قُمْــت

        ب ـ الضمير المنفصل: هُوَ الَّذِي يسْتَقلّ بِنَفسِهِ كأنا وَأَنت وَهُوَ وإيّاي وإياك. [إياك نعبد]

 

     ـ وينقسم الضمير بِحَسب مواقعه فِي نظام الإعراب إِلَى ثَلَاثَة أَقسَام:

* مَرْفُوع الْمحل: أنا/نحن    /أنت/أنتِ/أنتما/أنتم/أنتنّ         /هو/هي/هما/هما للمؤنث/هم/هنّ.

                     كتبــتُ كتبــنـا    كتبــتَ كتبْــتِ كتبتُــما كتبــتُم كتبــتنّ    كتبـــا كتبــتا كتبــوا  كتبــنا 

* منصوب المحلّ: إياي/إيانا    /إياك/إياكِ/إياكما/إياكم/إياكنّ     /إيّاه/إيّاها/إياهما/إياهم/إياهنّ

*مخفوض المحلّ: كتابـي/كتابــنا    /كتابــك/كتابكِ/كتابكما/كتابكم/كتابكنّ    /كتابه/كتابها/كتابهما /كتابهم/كتابهنّ

 

ملاحظة: يمكن داخل الكلمة الواحدة اتصال أكثر من ضمير. ويمكن الفصل بينها. والوصل أولى عندما يكون الفعل قلبيّا  في (سَلْنِيهِ) و(ظَنَنْتُكَهُ) و(كُنْتَهُ).  أمثلة: أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ [هود28] فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [البقرة 137] إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ [محمد 37]

ب ـ الاسم العلم:

هو ما علق على شيء بعينه غير متناول ما أشبهه فكلمة (سيبويه) اسم يقصد به شخص هو مؤسّس النحو دون سواه بينما بشر نقصد بها كل الكائنات الداخلة في جنس البشر بما في ذلك سيبويه. يمكن تقسيم اسم العلم عدّة تقسيمات:

1ـ اعتبار تشخّص مُسمّاه أو عدم تشخّصه:

* علم شخص (علم شخصيّ): يعود على شخص بذاته دون سواه: مثل زيد وعمرو وعبد الله وسيبويه..

* علم جنس(علم جنسيّ): يدلّ على شيء ويتناول ما يشبهه(مثل اسم الجنس) أسامة(الأسد)/ذؤالة(الذئب)/ثعالة (الثعلب).

 

2ـ باعتبار ذاته: ـ اسم مفرد: عليّ أحمد عثمان، طلحة، إسماعيل / ـ اسم مركّب: عبد الله، عزّ الدين، تأبّط شرّا، بعلبك، حضر موت...

 ويكون تركيب اسم العلم على ثلاثة أنواع:

* تركيب إضافة ويعرب الجزء الأوّل منه بحسب العوامل ويجرّ الثاني بالإضافة (عبد الله، صلاح الدين) * تركيب مزج يعرب مثل الممنوع من الصرف (بيت لحم، حضر موت سيبويه) * تركيب إسناد كان جملة في الأصل ولاتؤثر فيه العوامل فيعرب محلاّ (تأبّط شرّا، شاب قرناها)   (مثال: كذبتم وبيت الله لاتأخذونها ... بني شاب قرناها تصر وتحلب)

 

 

3ـ باعتبار نوعه: (اسم أو كنية أو لقب):

 يكون اسما (مفردا أو إضافة أو مزجا) ويكون كنية إذا سُبق بـ (أبو) أو (أُمّ) مثل أبو الطيب أو أبو الحسن أو أُمّ المؤمنين. وقد تكون الكنية لرفعة المسمّى أو لضِعته (ذو النورين، أنف الناقة). ويكون لقبا عادة في شكل اسم منسوب أو صفة أو اسم عامّ (المتنبّي، الأخطل، الرشيد، المتوكّل، سيف الدولة).

ـ إذا اجتمع الاسم مع اللقب: يجب تقديم الاسم وتأخير اللقب: مفرد مع مفرد (زيد الأحنف) (هارون الرشيد) ويكون اللقب تابعا للاسم في الإعراب وبدلا له إذا كانا مضافين (عبد الله، تاج الدين ) أو مفرد مع مضاف (أحمد نور الدين) أو مضاف مع مفرد (عبد الله الأسديّ). (رأيتُ عبدَ الله الأسديَّ) (مررتُ بعبدِ الله تاجِ الدين).

 ج  ـ اسم الإشارة:

ينقسم اسم الإشارة بحسب جنس المشار إليه وعدده. والمقصود بالمشار إليه هو الذي أقصده بالإشارة. مثال (هذه حمدلة) إشارة إلى قولك: (الحمد لله) فقولك هو المشار إليه وعندما أقول (هذا قرأته) أقصد كتاب القرآن.

 

* المفرد: *للمذكّر (ذا)/ * للمؤنث عشرة أسماء: خمسة مبدوءة بالذال (ذي، ذهي، ذِهِ، ذِهْ، ذاتُ) [المثال الأخير من نادر النادر: إذا انطلقت ذات الإعرابيّة كان نطقها حكمة أي هذه الإعرابيّة]./ خمسة مبدوءة بالتاء: (تي، تِهي، تِهْ، تِهِ، تَا)

* المثنّى: (ذانِ) للمذكّر عند الرفع (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ) للمذكّر عند النصب والجرّ (ذهبت إلى ذينك الموضعين)

* الجماعة: (أولاء/ هؤلاء)، مثال (أولئك هم المفلحون) (هؤلاء بناتي).

ينقسم اسم الإشارة بحسب قرب المشار إليه وبعده:

القريب: اسم إشارة مجرّدا من الكاف وجوبا(ذا هذا) البعيد: وجب اقترانه بالكاف (هكذا، ذاك) وقد تلحقه لام البعد (ذلك، تلك) وتمتنع اللام في (ذانك، تانك، أولئك)

 د  ـ الاسم الموصول: هو الاسم المبهم الذي يتّصل ببقيّة الكلام ويعود على شيء، وتكون في صلته ضمير عائد عليه ولذلك يُعرّف الاسم الموصول (هو ما يفتقر إلى صلة وعائد) مثال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ). ويقسّم إلى أسماء خاصّة وأسماء مشتركة.

*الأسماء الخاصّة أوالمشتركة: الأسماء الخاصّة بكلّ عائد هي التي تطابقه في العدد والجنس (الذي التي اللذان اللتان اللذيْنِ اللتيْنِ الذينَ اللواتي اللائي) أمّا الأسماء المشتركة فهي لا تحدّد العدد أو الجنس وتنطبق على كل الأسماء وهي (مَنْ، ما، أيُّ، ألْ، ذو، ذا) مثل (التقيت مَنْ/الذي أكرمني ـ التقيت مَنْ/الذين أكرموني). ومن هذه الأسماء المشتركة:

هـ -المعرّف بالألف واللاّم (العهديّة والجنسيّة والاستغراق) الألف واللام أداة لتعريف الاسم وإخراجه من التنكير (كتابٌ) إلى التعريف (الكتابُ)  وقد وقع الاختلاف بين النحاة في تفسير طريقة تحقيق التعريف وهناك ثلاثة آراء :

 

                    الأوّل اعتبار الألف واللام كلاهما معرّف للاسم وكلاهما أصليّ

                    الثاني اعتبار كليهما معرّفا والألف زائدة وليست أصليّة

                    الثالث اعتبار اللام فقط معرّفة للاسم والألف زائدة.

 

وأشهر الآراء عند الخليل الذي يعتبر (الألف واللام) يدلان معاً على التعريف وكذلك اعتبار سيبويه أنّ اللام هي وحدها تدلّ على التعريف.

و – التعريف بالإضافة:هذا التعريف ليس خاضعا للنظام التصريفيّ بل يتبع نظام الإعراب لأنّه يرتبط بالتركيب

يخرج الاسم النكرة عن التنكيرعند إضافته على اسم آخر مثال (كتابٌ (معرفة) ـ كتابُ لغةٍ/ كتابُ اللغةِ(معرفة بالإضافة). لكن أليس المضاف إليه (لغةِ/ اللغة) مختلفا في درجة التعيين؟  لهذا السبب الاسم المعرّف بالإضافة تختلف درجات تعريفه حسب نوع المضاف إليه:

ـ المضاف إلى الضمير يعادل الضمير في التعريف (ولدي، كتابه، عملهم= هو).

ـ المضاف إلى الاسم يعادل رتبة ذلك الاسم فمثلا (كتاب الولد) تساوي التعريف بالألف واللام و(كتاب زيد) تساوي درجة تعريف اسم العلم  و(كتاب هذا) تساوي درجة تعريف اسم الإشارة.

نلاحظ أنّ معنى التعريف ليس موسوما في التصريف غالبا. والوسم الوحيد للتعريف هو في الاسم الذي يحمل (ال). وهذه الأداة تدلّ على أنواع مختلفة من التعريف:

 

 

أداة التعريف

كيف تحدث دلالة التعريف في الاسم؟

ال العهديّة

(الـ)ـرسالة

عهد ذكريّ:  قرأت رسالة كتبها المعرّي. كانت الـــرسالة خياليّة

عهد ذهنيّ: هل ستنجح الـــحكومة في هذا الجوّ المشحون

ال الجنسيّة

(الـ)ـطالب

نقصد الجنس فقط: الطالب مستقبل الجامعة (ليس كلّ طالب

نقصد الجنس واستغراق (ال) لكلّ فرد أفراد ذلك الجنس:

                       الطالب له تكوين في التعليم الثانويّ   (كلّ طالب، أيّ طالب)     

 

  3 ـ مقولة الجنس  في الاسم:

مقولة الجنس تتحقّق في الاسم أو في الفعل بأن يكون مذكّرا أو مؤنّثا في معناه. فهذه الأسماء إمّا أنّها مذكرة أو مؤنّثة:

[طاولة، كتاب، نار، ليل، سماء، عكرمة، رحمة، طريق، سعاد، أرصفة..]

لكنّ مقولة التذكير والتأنيث تظهر بأشكال مختلفة  ففي الأمثلة السابقة:

ـ طاولة: مؤنّث وموسوم بتاء التأنيث ولا يوجد مقابل لها مذكّر / كتاب: مذكّر وسمته هي غياب العلامة / نار: مؤنّث في المعنى المعجميّ وقبل الدخول في المستوى التصريفيّ/ سماء: مؤنث وعلامته التصريفيّة ـاء / عكرمة: رغم وجود التاء فإنّه مذكّر / أرصفة: اسم جمع لرصيف وهو مذكّر والتاء اقتضتها صيغة الجمع./ وطريق: يذكّر في العربيّة وجمعه أطرقة ويؤنّث وجمعه أطرقٌ / سعاد مؤنّث رغم غياب علامة التأنيث.

إنّ مقولة الجنس لا يمكن أن نختصرها في غياب كلّ وسم (المذكّر) وحضور تاء التأنيث (المؤنّث) في نظام التصريف. إنّها تتحقّق تصريفيّا بأشكال مختلفة. فليس حضور علامة التاء دليلا على التأنيث (أسامة) وليس غيابها دليلا على التذكير (سعاد).

هناك شكل أصلي لوسم مقولة الجنس:   التذكير: غياب الوسمØ  [طالبØ]  / التأنيث: الوسم بالتاء [طالبـ ــة]

هل تطابق مقولة الجنس في اللغة ما نعرفه عن جنس المذكّر والمؤنّث في الواقع ؟

علينا التمييز بين الجنس في الواقع (أسد/ لبؤة) والجنس اللغويّ (طريق، نار) فليس التأنيث والتذكير في اللغة مطابقا بالضرورة لما يوجد في الواقع (سماء ، نار). وليس كلّ مؤنّث في اللغة يقابله مؤنّث (رحمة، طاولة)، بل إنّ بعض الكلمات في اللغة قد تؤنّث وتذكّر في نفس الوقت (طريق).

 

 

المذكّر

الوسم

المؤنّث

   الوسم

ولد، كتاب

Ø

عائشة، رحمة

       ـة

فتى، هوى

Ø

سلمى، عطشى                             

     ــــــى

هواء

Ø

سماء، خضراء                               

     ــــاء

أسامة، عكرمة

ــــة

عفاف، نار

      Ø

 

يمكن أن نضيف إلى مقولات الاسم مقولتين تصريفيّتين هما:

ـ  مقولة النسبة (تحضر في اسم النسبة وعلامتها: اسم+ي) تونسيّ/ تونسيّة ـ علميّ/ علميّة ـ جماليّ / جماليّة

ـ مقولة التصغير (تحضر في اسم التصغير والأوزان الدالة عليها: فُعَيْلٌ: نُهيْر/ فُعيْعِلٌ: كُتيّيب/ فُعيْعِيلٌ: عُصيفيرٌ).

III - دلالة المقولات التصريفيّة في الفعل:

عندما نأخذ الفعل (سمِعَ) ونصرّفه مع الضمير (أنتَ) في صيغة المضارع المرفوع نحصل على الصيغة التصريفيّة (يسمَعُ). وفي هذه الصيغة المصرّفة تتحقّق أكثر من مقولة تصريفيّة ونجد أكثر من معنى تصريفيّ. هذه الخصائص التصريفيّة يمكن حصرها في مجموعة من المقولات التصريفيّة، منها ما هو شكلي ومنها ما هو دلاليّ.

أنت سمعتَ

ـ مقولة الصيغة: ترتبط بصيغ الماضي والمضارع والأمر (فعلَ ـ يفعَلُ ـ افعَلْ)

ـ مقولة الزمان: حدث الاستماع يقع بالقياس إلى المتكلّم في الزمن الحاضر.

ـ مقولة المظهر: الحدث غير منقض بعْدُ في الزمان والاستماع بصدد الحدوث في خطّ الزمان ولم ينقض.

ـ مقولة الجهة: مقولة دلاليّة يعتقد المتكلّم أنّ حدث الاستماع واجب الحدوث وهو يجزم بأنّه واجب التحقٌّق فالحدث دخل في اعتقاده في طور التحقق ولم يعد له شكّ فيه. (لاحظ أن الجهة قد تتغيّر حسب التركيب: لعلّك سمعت:ممكن)

ـ مقولة التخاطب: يرتبط الفعل بضمير هو الذي يدلّ على الغياب لا الحضور.

ـ مقولة البناء: الفعل مبنيّ للمعلوم لأنّ له فاعلا تقديره (هو) فهو ليس مبنيّا للمجهول.

 

لاحظ أنّنا لم نصنّف مقولة الصيغة ضمن المقولات الدلالية التصريفيّة للفعل لأنّنا اعتبرناها مقولة شكليّة لا ترتبط بالمعنى بل بشكل الفعل وطريقة صياغته. (صاغ الأمر شكّله في صورة وهيأة)

 

1 ـ الفرق بين مقولتي الصيغة والزمان:

 

هناك فرق بين صيغة الفعل وزمنه. فالصيغة هي شكل الفعل أمّا الزمان هو ما نفهمه من زمان بالنظر إلى لحظة الكلام. وإذا كانت صيغة الفعل الخاصّة بالعربيّة خماسيّة (ماض/ مضارع مرفوع/ مضارع منصوب/ مضارع مجزوم/ أمر)  فإنّ الزمان في العربيّة كما في أيّ لغة ثلاثيّ (ماض/حاضر/مستقبل) بالنسبة للمتكلّم.




إنّ صيغة الفعل مقولة شكليّة ولا تعني زمان الفعل. فالمضارع مثلا قد يدلّ على الأزمنة الثلاثة. المضارع المرفوع (يكتُبُ الآنَ/الحاضر) المضارع المنصوب (لن يكتُبَ غدا/المستقبل) المضارع المجزوم (لم يكتُبْ أمس/الماضي).

أمّا زمن الفعل فهو مقولة دلاليّة. والزمان هنا لغويّ  وليس زمنا حقيقيّا، وإذا كنّا نقيس الزمن الحقيقيّ بالساعة فإنّ الزمن اللغويّ نقيسه بلحظة النطق عند المتكلّم:

2 ـ تحقّق مقولة المظهر في الفعل:

المظهر مقولة دلاليّة في الفعل ترتبط بـكيفيّة حدوث الحدث في الزّمان. ففي الأمثلة التالية يرتبط الحدث بنفس الزمان (الماضي) لكن هناك فرق دلاليّ في كيفيّة حدوثه في الزمان:

ـ1ـ وصل الطالب إلى المكتبة.

ـ2ـ وصل المرض إلى أشدّه.

ففي المثال الأوّل يحدث الوصول مرّة واحدة أمّا في المثال الثاني فيكون الحدث متدرّجا (اشتداد المرض رويدا رويدا...) هذا الاختلاف في كيفيّة حدوث الحدث في الزمان يُسمّى في التصريف مظهرا. لكن في العربيّة نركّز على وجه واحد من المظهر مثّصل بالزمان وهو انقضاء الحدث في الزمان أو عدم انقضائه. ونلاحظ أنّ صيغ الفعل ترتبط عادة بمظهر متكرّر.

 

الصيغة

المظهر

الدلالة

الماضي                   كتَبَ اِستَوْزَرَ

 منقض

 تمّ الحدث وانتهى في الماضي

المضارع المرفوع       يكتبُ يستوْزِرُ

غير منقض

الحدث بصدد الانقضاء لكنّه لم ينقض تماما

المضارع المنصوب      لن يكتُبَ، لن يستوزرَ

غير منقض

الحدث لم ينقض وما زال في المستقبل

المضارع المجزوم       لم يكتبْ لم يستوزرْ

منقض

الحدث انقضى في المستقبل وانتهى

الأمر                     اُكتبْ اِستوزرْ

منقض

الحدث منته افتراضا لذلك يأمر المتكلّم به ويطلبه

هذا الارتباط قد يتغيّر بسبب دخول الحروف على الفعل. فالماضي في قولنا(لو اجتهد لأصاب) مظهره عدم الانقضاء (رغم أنّ الجدول يبيّن ارتباط الماضي بالانقضاء عادة) بسبب دخول حرف الشرط الذي يدلّ على استحالة حدوث الحدث. والمضارع رغم دلالته على عدم الانقضاء عادة يصبح دالا على الانقضاء بدخول كان (كان يلعبُ). وعادة يتغيّر مظهر صيغة الماضي في بعض الحالات منها:

ـ لو اجتهدت لنجحت (حرف الشرط)   /  لو/هلاّ تقدّمت (حرف التحضيض) / أكرمك الله  (دعاء)

3ـ تحقّق مقولة الجهة في الفعل:

المقصود بالجهة هو موقف المتكلّم من الحدث ومدى اعتقاده في حدوثه. فقد ينطق القولين:

ـ1ـ فهمتُ الدرس     ـ2ـ افهم نصيحتي

ففي المثال الأوّل يعتقد المتكلّم أنّه وجب حدوث الفهم فهو أمر واجب الحدوث، لكن في المثال الثاني المتكلّم ليس متاكّدا من حدوث الفهم لذلك فهو أمر ممكن الحدوث وقد لا يحدث بان يُعرض المنصوح عنه ولا يأخذ بنصيحته. فهو ممكن الحدوث.

الصيغة

الجهة

الدلالة

الماضي                   كتَبَ اِستَوْزَرَ

واجب

يعتقد المتكلّم أنّ الكتابة وجبت ووَقَعت ولا شكّ في وقوعها

المضارع المرفوع       يكتبُ يستوْزِرُ

واجب

يعتقد المتكلّم أنّ أمر وقوع الكتابة مستوجب وهو حدث وَجب وبدأ بعدُ

المضارع المنصوب      لن يكتُبَ، اجتهدْ فتنجحَ

ممكن

يعتقد المتكلّم أنّ عدم وقوع الكتابة ممكن

المضارع المجزوم       لم يكتبْ لم يستوزرْ

واجب (واجب عدم التحقّق)

(واجب السلب) يعتقد المتكلّم أنّ الحدث يستوجب عدم التحقّق

الأمر                     اُكتبْ اِستوزرْ

ممكن

يعتقد المتكلّم أنّ إمكانيّة حدوث الكتابة واردة لكنّه لا يقطع بذلك

 

ينبغي أن ننتبه إلى أنّ الحروف يمكن أن تغيّر الجهة في الفعل عندما تنقل اعتقاد المتكلّم:

ـ يفهمُ الدرس (واجب) ـــــــ قد يفهمُ الدرس (ممكن)

أهمّ الحالات التي تتغيّر فيها جهة الفعل من الواجب إلى الممكن بسبب دخول الحروف والأفعال المساعدة أو السياق:

ـ الحرف الناسخ لعلّ (لعلّه سيأتي)، أداة التحقيق قد (قد ينجحُ)، أفعال المقاربة، كاد، أوشك واجب عدم التحقّق (كاد يسقط/ أوشك أن يسقط )..، حرف الشرط لو (لو اجتهدَ)، سياق الدعاء بصيغة الأمر (رعاك الله) .

ـ أفعال الشروع لا تتغيّر جهتها فتبقى تدلّ على الواجب لأنّها تدلّ على بداية تحقّق الحدث في اعتقاد المتكلّم فهي تدّل على جهة الواجب: (شرع – أنشأ – أخذ – بدأ – انبرى - قام)

شرع الطالب في إعداد عرضه / أخذ النّاس في الاستعداد.

4 ـ تحقّق مقولة التــخــاطب في الفعل:

الفعل في نظام الإعراب مسند يقتضي وجود مسند إليه ظاهر (قَدِم المسافر) أو مقدّر(اكتبْØ). لذلك يتلاءم تصريف الفعل مع ذلك المسند إليه. (قدمت المسافرةُ/ قدمـتم). ومن مظاهر هذا التلاؤم والانسجام أن يقوم المتكلّم عند تصريف الفعل إلى إسناد الفعل إلى الحاضرين (أنتَ، نحن) أو إلى الغائبين (هو، هم). ويحقّق ذلك مقولة التخاطب في الفعل. ويمكن تقسيمها بحسب الضمائر إلى حضور وغياب.

العلامات التصريفيّة للحضور

العلامات التصريفيّة للغياب

الماضي

المضارع

الأمر

الماضي

المضارع

أنا كتبــــــ(ـتُ)

أكتبُØ

ــــــــ

هو كتبَ  Ø

يكتبُ Ø

نحن كتبـــ(ــنا)

نكتُبُØ

ــــــــ

هي كتبــ(ــتْ)

تكتُبُ Ø

أنتَ كتبــــ(تَ)

تكتُبُØ

(اُ)كتُبْ Ø

هما كتبــ(ــا)

يكتُبـــ(ـان)

أنتِ كتبـــ(ـتِ)

تكتُبــ(ـيـ [ن])

(اُ)كتُبــ(ــي)

هما كتبـ(ـــتا)

تكتُبـــ(ـان)

أنتما كتبـــ(ـتُما)

تكتُبـــ(ـــا[ن])

(اُ)كتُبـــ(ــــا)

هم كتبــ(ـــوا)

يكتُبـــ(ـون)

أنتم كتبــــ(ــتم)

تكتُبــــ(ــــو[ن])

(اُ)كتُبــــــ(ــوا)

هنّ كتبــ(ــنَ)

يكتُبْـــ(ـــنَ)

أنتنّ كتبْـــ(ـتـ)ــنّ

تكتُبْـــــــنَ

(اُ)كْتُبْـــــــــنَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــ

5 ـ تحقّق مقولة البناء في الفعل:

المقصود بالبناء في النظام التصيفيّ ليس ثنائيّة (معرب/ مبنيّ) فتلك مقولة إعرابيّة تخصّ قابليّة الاسم أو الفعل لظهور علامات الإعرلب. المقصود بالبناء في التصريف هو ثنائيّة المبنيّ للمعلوم والمبنيّ للمجهول.

البناء للمعلوم أو للمجهول له صلة بالإعراب لكنّنا نجد هذه المقولة موسومة تصريفيّا في الفعل. ويظهر ذلك في وجود علامات على البناء للمجهول عند تصريف الفعل:

1ـ (ضَرَبَØ الخصمَ وسبَقَØ إلى القاضي وشَكَاØ إليه)    2ـ (ضُربَ الخصمُ وسُبِقَ إلى القاضي وشُكيَ إليه)

Ø الفاعل معلوم وإن حُذف (فعل مبنيّ للمعلوم)                  الفاعل مجهول عوّضه نائب الفاعل (مبنيّ للمجهول)     

إنّ هذه المقولة لها طابع دلاليّ لذلك نفهم في القول (1) وجود ذات معلومة تقترن بوقوع الحدث في الفعل حتّى وإن كان الفاعل مستترا ونفهم في القول (2) اقتران الحدث بــذات مجهولة حتّى وإن كان نائب الفاعل ظاهرا.

 

 

 

الصيغة

المبنيّ للمعلوم

المبنيّ للمجهول

العلامة التصريفيّة

الماضي

كَتَب أَكرَمَ اِستعمَل

كُــتِــبَ، اُكرِمَ، اُسْتُعْمِلَ

ضم الحرف الأوّل وضمّ عين الفعل

المضارع المرفوع

يكتُبُ يُكرِمُ يَسْتعمِلُ

يُكتَبُ يُكْرَمُ يُستَعْمَلُ

 

 ضمّ الحرف الأوّل وفتح عين الفعل

المضارع المنصوب

لن يكتُبَ يُكرِمَ يَسْتعمِلَ

لن يُــكـتَـبَ يُكْرَمَ،يُستَعْمَلَ

المضارع المجزوم

لم يكتُبْ يُكرِمْ يَسْتعمِلْ

لم يُكتَبْ يُكْرَمْ يُستَعْمَلْ

تمرين: استخرج المعاني والمقولات التصريفيّة في الأسماء والأفعال:

حدثنا المدائني قال: جاء رجل من أشراف الناس إلى بغداد، فأراد أن يكتب إلى أبيه كتاباً يخبره، فلم يجد أحداً يعرفه فانحدر بالكتاب إلى أبيه وقال: كرهت أن يبطىء عليك خبري ولم أجد أحداً يجيء بالكتاب فجئت أنا به ودفعه إليه.

قال ابن خلف: واختصم رجلان إلى بعض الولاة فلم يحسن أن يقضي بينهما فضربهما وقال: الحمد لله الذي لم يفتني الظالم منهما.

وبلغنا عن نصر بن مقبل وكان عامل الرشيد على الرقة، أنه أمر بجلد شاة الحدَّ، فقالوا: إنها بهيمة. قال: الحدود لا تعطل وإن عطلتها فبئس الوالي أنا. فانتهى خبره إلى الرشيد، فلما وقف بين يديه قال: من أنت؟ قال: مولى لبني كلاب، فضحك الرشيد وقال: كيف بصرك بالحكم؟ قال: الناس والبهائم عندي واحد في الحق، ولو وجب الحق على بهيمة وكانت أمي أو أختي لحددتها ولم تأخذني في الله لومة لائم.

ابن الجوزيّ ـ أخبار الحمقى والمغفّلين

هناك 3 تعليقات:

  1. بإمكانكم طرح الأسئلة والتعليقات هنا وستجدون إجابة في وقت وجيز

    ردحذف
  2. ما هي المراجع التي استعملتها

    ردحذف

مراجع مفيدة في تصريف الفعل العربي

 *  قاموس تصريف الأفعال،  إعداد مجموعة من الأساتذة، لبنان، جروس براس، بيروت 1993 *  تصريف الأفعال، إبراهيم شمس الدين، مؤسّسة الأعلى للمطبوعا...